Dafina.net Le Net des Juifs du Maroc




"Petit dejeuner dans la couronne" en Arabe
22 juillet 2020, 22:58
Chers amis

Ci joint mon"Petit déjeuner dans la couronne" Une courte histoire sur ces journées spéciales traduite de l'hébreu à l'arabe par le Dr. Ayashi Eladraoui de l'Université de Fès, Maroc.

Je vous souhaite une lecture agréable


فطور الصباح في زمن كورونا: جبرائيل بن سمحون
ضمن مؤلف قيد الطبع يحمل عنوان: " كتاب أحبائي"
ترجمها عن العبرية: الدكتور العياشي العدراوي

تناولنا لأول مرة منذ سنوات وجبة الإفطار سويا، وفي سائر الأيام يأكل كل واحد منا طعامه منفردا ويذهب مسرعا إلى عمله. الآن، وبسبب جائحة كورونا نؤدي عملنا من المنزل ونجتمع على مائدة الإفطار، هي تشرب الشاي بينما أحتسي القهوة، كل واحد يذهن شريحة خبزه بالمربى والجبن. لاحظت في هذا الصباح أمرا شدَّ انتباهي حيث كانت تذهن شريحتها أولا بالجبن الأبيض وبعد ذلك بالمربى،
فبدا لي هذا التصرف غريبا لأنني أُمرِّخ أولا قطعة الخبز بالمربى وأضيف عليها طبقة من الجبن...

- آه، ماذا تفعلين؟
- ماذا أفعل؟
- انظري كيف تذهنين شريحة الخبز!
- كيف أذهنها؟
- تبدئين أولا بالجبن وبعده بالمربى...
- وكيف نُمرِّخ شريحة الخبز؟
- هكذا، بعدما أظهرتُ لها شريحتي المقضومة
- لقد اعتدت على هذا التصرف منذ مدة
- بحق؟ ألم تشاهدي غيرك كيف يفعل؟
- ما المهم في الأمر؟
- ألا تعتقدين أن الأمر في غاية الأهمية؟
- أنا لا أذهن شريحة الخبز بتلك الطريقة، فالعادة أن نبدأ أولا بالمربى.
- من أين لك هذا؟ إنها عادتك!

أتساءل مندهشا كم تتشابه قصتي مع أحداث فيلم "هوية امرأة" لمخرجه الإيطالي أنطونيو، فالبطل في الفيلم اعتاد على مغازلة عشيقته لكنه تبيَّن له ذات يوم وبشكل فجائي، بأنها تميل أكثر إلى الفتيات من جنسها فأصيب بخيبة أمل كبيرة، كما أنني اكتشفتُ في النهاية بأن حبيبتي تُمرِّخ الجبن أولا وتضيف إليه المربى لاحقا، هذا التصرف يفقدني صوابي ويقض مضجعي. كيف نختلف إلى هذه الدرجة ونعيش تحت سقف واحد! كم هي مخيفة كورونا، لكونها أماطت اللثام عن أسرار خفية وكشفت أمورا ذات أهمية بالغة.

- لا أفهم لماذا أنتَ غاضب...
- لستُ غاضبا، أنا فقط...
- مرت ثلاثون سنة على زواجنا ولم تبدِ أية ردة فعل...
- اسمعي جيدا، لم يسبق لي أن رأيتك تتصرفين هكذا ولو كنت أعرف ذلك ما تزوجتكِ.
- أحقا!
- بالطبع، أعي جيدا ما أقول.
- أصبحتَ مختلفا عما عهدتك في السابق.
- ببساطة لم يكن في علمي أنكِ معتادة على هذه الطريقة.
- نتجاذب أطراف الحديث حول مسألة غريبة! الناس يموتون بسبب وباء كورونا وأنت تختلق مواضيع ليست ذات أولوية، كم هو الفراغ مضر بالإنسان!
- لماذا تتعارض رغباتك واهتماماتي؟
- ما الغريب في تصرفي هذا؟ إذا كان هذا الأمر مهما للغاية بالنسبة لكَ، فلماذا لم توثقه في عقد الزواج؟
- طبعا، لقد كنتُ ضريرا
- انتبه، يحاول كل من غانتس ونتنياهو تشكيل حكومة طوارئ وطنية يتناوبان على رئاستها، ألا ينطبق وضعهما عليك تماما، يتفاوضون حول ماذا؟ من يكون الأول في الشريحة، عفوا في الولاية. ما الفائدة من وضع المربى أولا أو الجبن؟
- تعودين مرة أخرى إلى السياسة؟ يكفي! أتكلم فقط عن وجبة الفطور.
- ذات صباح أسمعتَني قصيدة الحب للشاعر الفرنسي جاك بريفير التي تحمل عنوان: " فطور الصباح": (القصيدة مترجمة عن اللغة الفرنسية).

وضع القهوة
في الفنجان
وضع الحليب
في فنجان القهوة
وضع السكر
في القهوة بالحليب...

- إنهما يحتسيان القهوة في صمت رهيب دون أخْذ وردٍّ.
- لا يتبادلان أطراف الحديث، ولم ينظر إليها، يشرب، يدخن ويغادر. هل ترغبين أن نصمت كذلك ولا نتكلم؟
- أتذكر جيدا الأيام العصيبة التي مرت علينا وبالكاد كنا نحصل على رغيف لفطور الصباح، ورغم ذلك لم يعرف الخصام طريقه إلينا، أما الآن وبعدما أصبحت وضعيتنا أحسن ونتوفر على خبز ومربى وجبن بدأنا نتشاجر...وسنقف في الأخير أمام القاضي.
- أي شجار؟ أتحدث فقط عن آداب الطعام، وكيف نتناول المربى والجبن.
- دعك من هذا الشجار واتركه لغانتس ونتنياهو ليتفقا حول من سيكون الأول، المربى أم الجبن؟
- السياسة مرة أخرى؟
- تعال، سأقترح عليك أمرا آخر.
- ما هو؟ كل واحد منا يُذهِن شريحته الأولى بالشكل الذي يريد، موافق؟
- طبعا، موافق.
أمرِّخ مربى الكرز فوق شريحتي بينما تذهن قطعتها بالجبن الأبيض، ثم وضعت الواحدة فوق الأخرى وقطَّعتْهما إلى جزأين متساويين أحدهما لي والآخر من نصيبها.
- ستحصل الآن على المذاق الذي تريده، كل واحد منا يختار ماذا تشتهيهه نفسه في الأعلى أو في الأسفل، نفس السندويتش.
- بدون سخرية! يجب أن يكون المربى عندك أيضا في الأسفل.
- مستحيل، كل واحد يأكل بالطريقة التي يريد.
أمرتنا السلطات عبر أجهزة التلفاز: " أن نبقى في بيوتنا لنحيا" سنبقى على قيد الحياة، ولكن منعزلين عن العالم الخارجي، وكل ما نرغب فيه نطلبه عبر الأنترنيت: طعام، أبناء، حب...وحينما يصبح حديثنا ممكنا نبدأ في المجادلة من جديد:
- هل تتذكر أول قبلة طبعتها على شفتي وأول خاتم اشتريته لي ومتى عرضتَ علي الزواج؟
- هل تتذكرين اليوم الذي منعتِني فيه من الذهاب إلى الألسكا، ومن تسلُّقِ صخرة الأولورو ، ومن إلقاء جولة حول حديقة أبل تاسمان الوطنية...؟
كانت زوجتي تُدرِّس الأدب بالمدرسة الثانوية لما كنت أطاردها، وكنت حريصا على متابعة دروسها النموذجية وهي تشرح قصيدة " تهاوى به غصن صغير حول سياج فينوم"، فتشد انتباه التلاميذ إليها لعذوبة صوتها وفصاحة لسانها، وتسحرهم بتحليلها للأبيات الشعرية للشاعر حاييم نحمان بياليك. لكنها تصر على أنها هي من كانت تلاحقني، خصوصا لما سمعتْ من أحد أصدقائي أنني شاعر وقرأتْ إحدى قصائدي أمام تلاميذها.
- هل تتذكر كتاباتي الأولى عندما كنتُ ألاحقكَ؟
- أنا من طاردتكِ وليس أنتِ.
- لكنك كنتَ تكتب لي كل يوم رسالة، نفس الرسالة، هل تتذكر ذلك؟
- ماذا؟
- "أتوق إلى شفتك السفلى"
- هذه ليست شفتي السفلى، بل العليا
ذهبتْ إلى مكتبها وأخرجت من خزانتها حزمة من الرسائل مربوطة بشريط أحمر، فتحتْها وأهدتْها لي، أتصفح وأقرأ رسالة بعد أخرى: " أنا أعشق شفتك السفلى"، " أنا مغرم بشفتك السفلى..."
- نعم، أنتِ محقة، إنها الشفة السفلى التي تتوافق مع المربى، بينما العليا يناسبها الجبن الأبيض.
- على النقيض من ذلك، تعال لنتحقق مما قلته، أطبقتْ شفتيها على شفتي بقبلة طويلة، وفي نفس اللحظة ظهرت المذيعة على التلفاز لتعلن على توقيع اتفاقية التناوب بين غانتس ونتنياهو، حيث سيؤديان اليمين سويا لرئاسة الحكومة.



Modifié 1 fois. Dernière modification le 22/07/2020 23:17 par Prof. Gabriel Bensimhon.
Seuls les utilisateurs enregistrés peuvent poster des messages dans ce forum.

Cliquer ici pour vous connecter






DAFINA


Copyright 2000-2024 - DAFINA - All Rights Reserved