Dafina.net Le Net des Juifs du Maroc




Bienvenu(e)! Identification Créer un nouveau profil

Recherche avancée

Etranger a Paris-Traduction en Arabe par dr. Ayashi Eladraoui

Etranger a Paris-Traduction en Arabe par dr. Ayashi Eladraoui
16 novembre 2020, 07:20
Chers amis

Ci joint les quatre premiers chapitres de mon roman "Etranger a Paris" traduit de l'hébreu à l'arabe par le Dr. Ayashi Eladraoui de l'Université de Fès, Maroc.

Je vous souhaite une lecture agréable

Cordialement

Gabriel Bensimhon

حب فجائي

أقول لكم بدون حب أشعر أنني في عداد الموتى، يجب أن أكون محبوبا، أصرخ من أجل هذا، صدقوني أنا بحاجة إلى الحب وإلا سأفقد البوصلة وأضيع في متاهات الدروب. يهمني كثيرا أن تقول لي حبيبتي عدة مرات في اليوم "أنا أحبك"، وبدون ذلك فلا حاجة لي في الحياة. الحب هو حصاني الحربي، امنحوني إياه وسأحتل العالم بأسره. كانت يمَّا مريم تقول: "لَهْوَا مالِيه دْوَا" "ليس للحب دواء"، لكنها أيضا كانت معتادة على ترديد: "اسْتَرْ! اسْتَرْ!" " لا تفصحْ عن مكنوناتك! لا تفصحْ عن مكنوناتك!"، لا لإفشاء الأحاسيس لكي لا يستغلها الناس ضدنا، " السْكَاتْ كايْزِيدْ لَعْقَلْ وكا يْطَوَّلْ لعْمَر" " الصمت يجلب الحكمة ويُطيل العمر"، لكن بالنسبة لي لا يهمني أن أصعد فوق الأسطح وأصرخ بصوت عال: "أريد أن أكون محبوبا ولا يعنيني ما تردده يِمَّا مريم، ولا أكترث لحديث الناس وسخريتهم مني حينما يقولون: ألا يخجل من نفسه حينما يكشف مكنوناته أمام الآخرين؟" بالطبع! لا أرغب في المال ولا في التقدير ولا في القصص المحكية ولا حتى في القبلات، الحب هو كل ما أرغب وأصبو إليه، أعيش من أجله، أحب لكي أعيش، ما عساي فعله بدون فيفيان؟ حينما أمارس الحب معها أضرب على صدري بلكمات قوية من خزي المعصية التي اقترفتها، وعوِض الاستغفار لخالقي بكلمات من قبيل: "أذْنَبْنا، غذرْنا، سَلبْنا..." أشكر الله بكلمات لا توجد إلا في اللغة العبرية من قبيل: "أحببْتُ، أُحبِبْتُ، عشقْتُ، عُشِقْتُ، شغفْتُ، شُغِفْتُ، هِمْتُ، أُهَامُ...". بالطبع إنها تحبني، لذلك أردتُ وشْمَ نشيد الأنشاد فوق جسدها لكي لا يتعرض للتلف كما هو مثبت بين ثنايا الكتاب المقدس ولا يمكن حذفه. " ثدياك كخشفتي ظبية، توأمين يرعيان بين السوسن"، إنه حبي الفريد لفيفيان التي أتتني على حين غرة من السماء، حبٌّ فجائي مثل الصاعقة كما يُقال. كيف حدث هذا الترابط بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض؟ هل هو صدفة؟ أو نصيب؟
الغريب في الأمر هو أنني قدِمتُ إلى باريس لدراسة تخصص الأفلام السينمائية ولإنتاج فيلم حول عشيقة أخرى، إنها نوريت ستاف التي ماتت أثناء الحرب، إنها ملهمتي الحقيقية. لن أنسى كيف كانت تتسلى بِطرْحة عروس جاك فتضعها فوق رأسها ضاحكة، وحينما استفسرها يِرِيمِي عن سبب احتفالها قالت: -لقد تزوجتُ- مع من؟ لما بدأت تنطق اسمي، سُمِع فجأة أزيز طائرات الميراج المقاتلة فوجَّهتُ كاميرتي المتطورة من نوع 8 ميلم في اتجاهها فبدت على أجنحتها نجمة داود أكثر وضوحا وتصبح أكثر لمعانا حينما تسطع عليها أشعة الشمس، إلى أن سُمِع دوي صوت قوي غطَّتْ على إثره كرة نارية ملتهبة عدسة الكاميرا وساد صمت رهيب. وُلدتُ من جديد بعد علاجات طويلة ومكثفة من آثار الشظايا المتناثرة وكذلك الحال بالنسبة ليِرمي الذي رأيته رفقة إحدى الفتيات يستند على كتفها. أما جاك بارطمان فأعلم أنه قضى نحْبه وهو في طريقه إلى حفلة زفافه، وبخصوص بوزاكلو، أرفي وأبراموفيتس فقد لقوا حتفهم أيضا أثناء الاشتباكات. لكن ما حدث لملهمتي فلا زلتُ أشك فيه رغم إعلان الجيش بأنها في عداد المفقودين، لكنها بالنسبة لي ليست كذلك. حينما أكتب عنها، أحاول أن أجعلها تصرخ فتخبرني بمكانها وما حدث لها، كل يوم أضيف إلى حاجبيها لونا معينا ورموشا جديدة إلى رموشها محاولا أن أجعلها أقرب ما يمكن إلى نفسها، جمالها طاهر وصمتها حكيم وأنوثتها مغرية بدون ماكياج ولا إكسسوارات مثيرة، كلما نظرتُ إليها أتلمس جبهتها وأمرر أصبعي فوق أنفها وشفتيها، أتنسم رائحتها، أعمل كرسام للون عينيها الزرقاء والخضراء، لقميصها الأزرق الموشح بالحزام الأبيض ذي الحلقات المتقاطعة، لضفيرتي شعرها الصغيرتين الموضوعتين على صدرها الذي بدأ للتو في النمو والتشكل، أنحت أنفها الصغير وفمها الدائري بشفتها العليا المميزة بثنيتها المدورة في الوسط، وبجانبها شامة صغيرة مثل كويكب قريب من القمر، وتقاسيم جسمها غير المرئية التي تجعل وجهها ينبئ بفجر جديد. ترى فيفيان بأنني منغمس في الكتابة وتخشى أن أضيع تائها ولا أستطيع إيجاد منفذ، لذلك، فأنا ممزق بينهما، بين فيفيان ونوريت ولا أعرف سبيلا للخروج من ورطتي هذه. أخبرني أصدقائي بأنني أعاني من مخلفات الحرب: "بعدما عايشتَ أحداثا مؤلمة أصبح كل شيء ممكنا، لستَ مضطرا لمعرفة أنك تعاني من صدمة شديدة، لستَ مذنبا، إنها الحرب وويلاتها" ماذا؟ من يحب في نظركم يعاني من نوبات الحرب؟ ماذا أصابكم؟ لا يمكن للمرء أن يحب، ويلزمه أن يكون عاقلا؟ أليس من حق الأصحاء أن يعيشوا تجربة حب؟ أم أن الحب من نصيب المرضى فقط؟ ولكن لماذا أبدأ من النهاية؟ سأحكي كل شيء بالتفصيل وبصدر منشرح ولن أخفي شيئا.



2
زرتُ برج إيفل في أول يوم لي بباريس، وقفتُ أمامه مندهشا مثلما حدث لي أثناء زيارتي الأولى للجدار الغربي بالقدس بعد الحرب، إلا أن هذا الأخير يعود لفترة زمنية قديمة وبه نقوش وخطوط وكأنه يئن تحت حمل ثقيل من القصاصات والأذكار والأدعية ويذكِّرنا بفترة الخراب الأولى، في المقابل يبقى برج إيفل حديث العهد، يقف منتصبا نحو السماء ويُخرِج لسانه للعالم مناديا: "أنا هنا! أنا هنا!". وعدتُ نفسي أمامه بأن أسمو أكثر منه، أريد أن أكون مخرجا سينمائيا مشهورا مثل فيليني لأنتج أفلاما حول عشيقتي المفقودة، أقسمتُ أن أدوِّن قصة حبي لتكون أعظم منه. نعم، إنه إعجاب بالنفس أكثر من اللازم، لا مجال للمقارنة بيننا، فقد وُلدت بقرية صغيرة بجبال الأطلس أحاكي نفسي بهذه المعلمة الخالدة؟ الملاح مقابل برج إيفل! أيُعقل هذا! ولكن بالتأكيد! سأشيد شبيهه يكون أساسه قريتي الصغيرة وأُسُّه في السماء. لكن كيف أبدأ؟ في تلك اللحظة مرت بجانبي فتاة سمراء تعتمر قبعة سومبريرو تُلوِّح من تحت قفاها لبدة شعر بني، ذات سيقان طويلة وتنتعل حذاء أسود ذي كعب عال ولها أرداف مثيرة. ما مصدر هذا الجمال الأخاذ المتواجد بقلب باريس؟ نساء باريس في الأفلام مثل: جين سيبرج، إيمانويل ريفا وجين مورو هن ناعمات وشقراوات، لكن هذه الفتاة طويلة القامة وذات شعر بني تجر وراءها حقيبة صغيرة سوداء ذات أدراج شبيهة بتلك التي تسحبها مضيفات الطائرات، لكنها تبدو كفرس أصيل يجر عربة ومع كل خطوة تخطوها تتحرك أردافها يمنة ويسرة، ويتموج شعرها مدا وجزرا، بينما تبدو رقبتها المكشوفة وكأنها مصممة لوضع سرج فوقها لاعتلاء صهوة الجواد.
بدون أن أشعر وجدت نفسي أتعقبها بين النافورات وهي تعبر جسر نهر السين إلى أن وصلت إلى سفح برج إيفل، هناك سقط منديلها فوق الأرض فالتقطته مناديا عليها: Excusez moi , mademoiselle، إنه منديلك! قالت وهي تمد يدها: Merci، لكنني تمسكت بالمنديل وطلبت منها: أيمكنني الاحتفاظ به كتذكار؟ وماذا تهديني مكانه؟ سائلة. هذه، أجبتها وسلَّمتُ لها قدَّاحتي ثم سحبت سيجارة من علبة كُولواز ووضعتها بين شفتي وطلبتُ منها أن توقد الولاعة، بعد ذلك أخذتُ السيجارة ووضعتُها بين شفتيها ثم أخرجتُ سيجارة أخرى وقرَّبتُها من سيجارتها لإشعالها، كان أنفي يلامس أنفها تقريبا- أبعدتِ السيجارتين بلطف وقبَّلتني- أتلاحقني A bout de souffle ? مستفسرة. قبل جوابي سمعتُ صوتا ينادي: "Cut" مصحوبا بضحك مسترسل لمجموعة من الشباب الذين وجَّهوا كاميراتهم نحونا. يبدو أنني شاركت في مشهد فيلم رفقة هذه الفتاة دون علمي بذلك...اقترب مني أحدهم وقال لي بأنني أبدو وسيما أثناء التقاط الصور، ثم استفسرني هل بإمكاني أن أخوض هذه التجربة. أحسستُ بفرح عارم وتساءلت كيف يمكن لمدينة غريبة أن تحتضن شخصا بعيدا عن وطنه وتحقق أحلامه بشكل فجائي، فأجبته: "بالتأكيد". في تلك اللحظة سقطت قبعتها بفعل قوة الرياح فركضت وراءها، لكنها تدحرجت لمسافة بعيدة إلى أن استقرت بقبر نابوليون، هناك تمكنتُ من التقاطها ورجعت ألهث عند المجموعة لكني وجدت المكان فارغا من أصحابه بعدما كان يعج بالحركة. لماذا لم ينتظرونني؟ كيف أعثر عليهم؟ ماذا عن الاختبار؟ أين اختفت الفتاة؟ نزلوا من السماء لكن لا أثر لهم.

3
اعتقدت بأنني ملزم بالبحث عنها، لكن من يساعدني في هذه المهمة؟ لا أعرف أحدا بباريس باستثناء عم جاك الذي أعطاني مفاتيح منزله وسيارته الصغيرة ذات محرك بقوة حصانين وبقي بحيفا رفقة أبي للاحتفال بعيد الفصح. باريس لا تناسب الغرباء، فبمجرد سماعهم لطريقة نطقك ينسحبون فورا، وإذا كانت لكنتك من منطقة مارساي أو نيس سرعان ما يستكبرون مستفسرين: ماذا تفعل هنا؟ أنت غريب! لستَ مثلنا! "الفرنسيون يتزوجون بلغتهم". قال لي أحدهم ذات مرة بمجرد أن تنطق بكلمة يميزون هويتك فورا، لذلك كيف يمكنني طلب المساعدة؟ وما نوعها؟ رقم هاتفها؟ لكنني أجهل اسمها. اسم المنتج؟ فهو ليس جون لوك غودار ولا كلود لولوش، بالتأكيد فمثل هذين الهرمين السينمائيين يمكن إيجادهما بدون عناء، بالمقابل يمكنني الاستفسار عن شركات الإنتاج وعن استوديوهات التصوير وما إلى ذلك، لكن الأمر معقد نوع ما. رغم ذلك فأنا غريب هنا، حينما أقود سيارة عم جاك لاستكشاف المنطقة دائما ما أصل إلى مكان غير مألوف، أو أنَّ العربة تتعطل في قارعة الطريق إلى أن يساعدني أحد الأشخاص الطيبين في إصلاحها أو ينادي على قاطرة جر. ذهبت يوم أمس إلى IDHEC (المعهد العالي للدراسات السينمائية) الذي قبِل طلبي لمتابعة دراستي فيه قبل مشاركتي في الحرب، ومنحني أيضا منحة دراسية ومسكنا في cité universitaire، لكن بعد تأخري عن الموعد المحدد للتسجيل أخبرتني المسؤولة برفض طلبي وتمَّ تفويت منحتي إلى أحد الطلبة الموجودين في لائحة الانتظار، رغم أني لم أتمكن من الوصول في الوقت المعلوم بسبب انخراطي في المعركة لم يحرك فيهم هذا الأمر أي ساكن، وكأنهم يقولون لك: "اذهب وحاور لهجتك". لكن قبعتها تبقيني على بصيص من الأمل لأنها مازالت بحوزتي، ماذا يمكنني فعله بها؟ أذهب إلى الشان إليزي وأنادي بأعلى صوتي لمن هذه؟ قبل يوم أمس وضعتُها فوق رأسي وبدأتُ أترقب حصول أمر ما فقد يستفسر عنها أحدهم ويتوجه عندي، لكن دون جدوى.

4
توجهتُ هذا اليوم إلى محطة ميترو فرانكلين ديلانو روزفيلت للبحث عن الفتاة بجانب قوس النصر، وغير بعيد عن المكان وخلف الأشجار المتواجدة بالشارع رأيت أشخاصا حاملين أعلاما ثلاثية الألوان وينشدون نشيد لامارسييز، بين الفينة والأخرى ينضم إليهم المارة ويراقبهم آخرون مبتسمين، فاعتقدتُ بأن الأمر جيد لما يُكنه الفرنسيون لنشيدهم الوطني، لدرجة أنهم لم يترددوا في التثاقل لمتابعة المشهد العجيب ووقوفهم منتصبين في خشوع وهم في طريقهم إلى العمل. من شدة إعجابي وتقديري للنشيد الفرنسي وقفتُ بدوري شامخا أردد:

Allons enfants de la patrie
Le jour de gloire est arrivé!
Contre nous de la tyrannie
L’étendard sanglant est levé…

إن الوقوف بقلب الشان إيلزي وترديد النشيد الوطني الفرنسي بصوت عال يمنحك انطباعا بأنك منتسب، لقد وصلتَ للتو لكنك انصهرتَ وسط المجتمع، من فرحتي العارمة وحماسي المفرط رفعتُ صوتي عاليا أكثر من الجميع وأنشدتُ:

Aux armes, citoyens
Formez vos bataillons
Marchons! Marchons!
Qu’un sang impure
Abreuve nos sillons!...

بدأت حدة أصواتهم تخف شيئا فشيئا وأصبح صوتي مسموعا أكثر من غيره، سكت من كان بجانبي وبدأوا ينظرون نحوي مبتسمين، لم أفهم ما يحدث هل أواصل الترديد إلى النهاية أم أتوقف فورا، كانوا يحدقون بي وأتطلع إلى وجوههم تباعا إلى أن أكملتُ النشيد. أتاني أحدهم متحمسا وضغط على يدي قائلا بأنهم كانوا بصدد إعداد برنامج "caméra invisible" ويشكرونني على مشاركتي العفوية، وإذا لم يكن لدي مانع سيتم بثه عبر جهاز التلفاز. اعتقدت أن الأمر لا يمكن أن يكون موضوعا للتسلية خصوصا إذا تعلَّق بالنشيد الوطني، حينما يسمع أبي في نهاية بث صوت إسرائيل "نشيد الأمل" يضع الكيبَّا فوق رأسه احتراما له ويقف معتدلا وهو يردده بصوت تقشعر له الأبدان، لكن إذا كانت هذه رغبتهم فلا مانع لدي، قد تراني بينهم أثناء عملية البث فتتذكرني وتبحث عني، لا مشكلة لي حول طريقة العرض. سرعان ما أنشدت أمام عدسات الكاميرا بصوت مفعم بالحيوية والفخر:

Aux armes, citoyens
Formez vos bataillons...

منحني المنتج ميشيل بطاقة زيارته كعربون امتنان ومحبة ودعاني إلى استوديوهات ORTF الخاصة بمقر الإذاعة والتلفزيون الفرنسي متى شئت.



Seuls les utilisateurs enregistrés peuvent poster des messages dans ce forum.

Cliquer ici pour vous connecter






DAFINA


Copyright 2000-2024 - DAFINA - All Rights Reserved